السؤال: مربٍ تولى التربية الفردية لشابٍ لطيفٍ جميل الخِلقة، وتولى مروره ومتابعته ومعايشته معايشةً تربوية سليمة لا يشوبها شيء. ومع الأيام تعلَّق قلب المربي بهذا الشاب، ولكنه يستعيذ بالله.. فلا خواطر ولا وساوس.. ولكن مجرد تعلُّق؛ فإنْ غاب الشاب تحسر المربي، وإن حضر فرح، وإنْ أقبل عليه انشرح صدره.. وهو مع هذا يجاهد نفسه ويخالف هواه، ولكن القلب لا يزال متعلقاً به في كل لحظة.. فما العلاج؟
الجواب: ذكرتَ في سؤالك: التربية الفردية، وعنيتَ بها المتابعة المباشرة لطالبٍ واحد مِنْ قِبل معلمٍ واحد، والمعايشة الفردية له. وعليه فإنَّ هذا الإجراء ينبغي أنْ يكون محدوداً جداً؛ إذا كان العمل في أصله يتم في إطار المحضن التربوي، كما ينبغي أنْ يكون له مبرراته ومحدداته المتفق عليها ضمن تخطيط برامج التربية، وحين لا يكون كذلك فسيؤثر تأثيراً سلبياً على سير العملية التربوية، ولذلك تعلق قلب هذا المربي بالشاب. ولو كان ما أسميته (المتابعة الفردية) تسير في مسارها الصحيح؛ بحيث يكون لها نظام واضح في الخطة التربوية لما وصل الحال إلى هذا الحد.
وحين يتعلق قلب المربي بأحد الطلاب فذلك يعني وجود علاقة عاطفية تطغى على التفكير المنطقي والإجراءات التربوية، ويكون المربي قد انتقل من حالة التربية إلى حالة الغريزة.
وعلاج ذلك له بوجه عام يتطلب عدداً من النقاط:
الأولى: إبعاد الطالب عن الحيز التعليمي لهذا المعلم، مطلقاً. فلا يشاركه في هذا المحضن ولا في فعالياته وأنشطته، أو إبعاد المعلم (العكس).
الثانية: الارتقاء الإيماني بالمعلم، والتذكير الدائم باليوم الآخر.
الثالثة: وضع نظام جيد للممارسات التربوية المختلفة، بحيث تضمن لنا صحة الاتجاه وتوحيد الفكرة والهدف.
الرابعة: أنْ تتم هذه الإجراءات بلطف وهدوء، دون إحداث أيَّ شيء يدعو إلى البلبلة.
الخامسة: ربما احتاج هذا المعلم إلى الإقناع؛ فلا بأس في ذلك، خاصة إذا عرف عنه التجرد، وإخباره بأنَّ حسم مادة التعلق طريقة قرآنية، كما هو الحال في قصة يعقوب مع ابنه يوسف، وقصة يوسف مع امرأة العزيز، وقصة إبراهيم حين أمر بذبح إسماعيل عليهم السلام، وأنَّ العينين والأذنين أدلَّاء على القلب، فمتى لم يبصر ولم يسمع انحسمت مادة التعلق بحول الله تعالى. والله الموفق.
16 رجب 1439هـ
انت رجل عظيم في تلخيص النقاط .. شكرا على المقال فقد لامس واقع اعيشه ..
إعجابLiked by 1 person