السؤال: اطّلعت على إجابتكم عن إحدى سؤالات المربين: (ابتعدنا عن طلابنا واقتربوا من بعضهم) ؛ وذكرت فيها أنه لا ينبغي أن يكون المحضن سبباً للاجتماع خارج سياقه. لكني أسأل ما المشكلة في ذلك؟ بل اعتقادي أن هذه من مهمّات المحاضن ألا وهي إيجاد الصحبة الصالحة التي تتشارك في بعض الاهتمامات، وفي ناحية الألعاب الإلكترونية وألعاب الاون لاين أراها أهمّ وآكد؛ لأنه إن لم يلعب مع أصدقاءه وزملاءه في المحضن، فهو حتمًا سيلعب مع مجهولين غيرهم وقد يكونون أكبر منه ومن بيئات مختلفة وربما يحملون أفكاراً مخالفة للشرع والفطرة، فما الإشكال في ذلك؟ أقول ذلك لأن محدثك مدير مجمع حلقات وبالأمس كان اثنان من معلمي المرحلة المتوسطة يتناقشون حول هذه النقطة: أحدهما مؤيد (طبعًا بحدود) والآخر منصدم أنه لم يعرف عن هذا من قبل فكان في ردّة فعل مغايرة، شكرًا لإتاحة الفرصة وعذرًا عن الإطالة.
الجواب: نحن متفقون على أنَّ إيجاد الصحبة الصالحة من مهمات المحضن التربوي. والذي يبدو أنَّ اللبس واقع في تحرير هذه الجملة: (لا ينبغي للمحضن أنْ يكون سبباً للاجتماع خارج سياقه). ولمزيد إيضاح فإني أعني بها أنه لا يصح أنْ يكون المحضن التربوي هو الذي جمع شمل الطلاب وفيه تعرف بعضهم على بعض؛ ثم هم ينطلقون منه إلى اجتماع مقصود، راغبين أن يكون خارج المحضن، وبدون أنْ يكون لإدارته أي شكل من أشكال الإشراف على هذا الاجتماع وإدارته، سواء كان هذا الاجتماع بغرض النزهة أو اللعب أو التعلم أو غيرها. ومثل هذه الاجتماعات التي تتم خارج تغطية المشرفين – ولو اليسيرة – تولد إشكالات أخلاقية وفكرية، أو على الأقل تزهدهم في المحضن التربوي وتصير محضناً بديلاً.
وهذا ما فهمته من السؤال الوارد أن الطلاب يجتمعون بعيداً عن روح المحضن، وبالتالي فما كان كذلك فهو مرفوض تربوياً. لا يجتمع الطلاب إلا بعلم وتأييد إدارة المحضن، ولا يلزم من ذلك أن يكون تأييد إدارة المحضن علنياً ومباشراً، لكن المهم أن تحافظ إدارة المحضن على بوصلة الأهداف، وتصنع رؤية في اجتماع الطلاب مع بعضهم: المقبول منه وغير المقبول. والله الموفق.
12 رجب 1439هـ