السؤال: السلام عليكم. أنا شاب أنهيت العشر الثالثة من عمري، وقد من الله علي بحب العمل في الدعوة والتعليم، وأرى كثيراً من التوجيهات والنصائح بالتخصص الواحد في الحياة العملية والتركيز في هذا التخصص وأنه هو الحل لأكثر مشكلات الشباب الناتجة عن التشتت والتنوع وأنه ضمان للنجاح في الحياة. في نفس الوقت أجد نفسي في هذا السن أميل إلى أكثر من تخصص وأجد نفسي تسحبني نحو نوع ثاني من التخصصات دون كراهية الأول. فبماذا تنصحوني؟
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. بارك الله في عمرك وعملك وأحسن خاتمتي وخاتمتك وخواتيم القراء.
دعوى قوة التخصص (الواحد) ليست مسلَّمة بإطلاق، أيْ ليس كل إنسان يتمركز في تخصص واحد يستطيع النجاح ويكتسب القوة، هنالك عوامل أخرى تؤثر في النجاح من عدمه، وبعضها محض قدر الله وحده. هذه مقدمة مهمة، فكما أنَّ بعض الناس لا يصلح له إلا التركيز (التخصص الواحد) فإنَّ بعضاً آخرين لا يصلح لهم إلا التنوع بشروط ثلاثة:
- أنْ يكون التنوع محدوداً بحيث لا يصبح مشتتاً، فمثلاً يتنوع في تخصصين.
- أنْ يكون تنوعه مدروساً منظماً بحيث لا يكون ارتجالياً عبثياً ذوَّاقاً.
- أنْ تكون هناك فكرة جامعة لانخراطه في هذه التخصصات، فعلى سبيل المثال: تطوير المنظومة الدعوية، إغاثة الإنسان، التعليم، تثبيت الفرائض.
ويؤكد ما ذكرته لك من صحة إمكانية التنوع المحدود والمنظم أنَّ عدداً من مقاييس تحليل الشخصية (على الأقل: التي أعرفها) تقول بأنَّ لديك نمطاً غالباً متفوقاً، ثم يليه نمط دونه بقليل، ثم تكون بقية الأنماط تحت ذينك النمطين، غالباً. وهذا يتوافق تماماً مع طبيعة الإنسان وخلْقه، فهو مُعقد التركيب ويحمل سمة المزج في كثير من تكويناته وانفعالاته، ونحن نعرف أطباء لهم إسهامات أدبية، وفقهاء لهم إسهامات تاريخية، وزيد بن ثابت رضي الله عنه جمع بين ضبط القرآن وضبط الفرائض، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه جمع بين القيادة الاستراتيجية وفقه الشريعة… إلخ.
وعلى هذا – وأنت في هذا السن – فإذا وجدتَ من نفسك ميلاً متكرراً نحو تخصص ثاني، فلا مانع من سلوكه بطريقة منظمة وطموحة. وستستفيد أكثر إذا طبقت أحد المقاييس العالمية في تحليل الشخصية عن طريق خبير تربوي.
واعلم حفظك الله أنَّ مدار النجاحات كلها على ما تقدمه من أعمال تثقِّل بها ميزانك في الآخرة، فإنها هي المقصود الصحيح من هذه الأطروحات، وما الأطروحات هذه إلا وسائل إلى ذلك المقصود الأعظم، ولذلك لما قيل للإمام أحمد عن معروف الكرخي – كما في طبقات الحنابلة – : هو قصير العلم فقال الإمام أحمد: (أمسك عافاك الله، وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف). والله الموفق.
9 شعبان 1440هـ
جزاك الله خيرا يا شيخ فايز..
ما هي المقاييس التي تنصح بها في تحليل الشخصية..
وهل هناك شخص تحيل عليه وجزيت خيرا..
إعجابإعجاب
جزاك الله خيرا يا شيخ فايز..
ما هي المقاييس العالمية التي تنصح بها..
وهل هناك احد تحيل عليه متميز في هذه المقاييس..
وجزاك الله خيرا
إعجابLiked by 1 person
وإياك يا أخي
هناك عدد من المقاييس، وهي تتنوع حسب المنطلق الذي تنطلق منه. والتفاضل بينها نسبي، حسب المتخصص الذي يمارس التحليل، وشخصياً لا أفضّل التعقيد، لكن أفضّل العمل على أكثر من مقياس.
عندك مقياس الميول المهنية، الذكاءات المتعددة، MBTI، DISC، هيرمان، … وغيرها.
وبالنسبة للمتخصصين فعددهم يزيد مع الوقت، ومنهم: مجموعة بناء، د.نوح الشهري، أ.عبدالله صلاح الشهري، ولهم حسابات في وسائل التواصل، وغيرهم.
وعليك بالدعاء..
وفقك الله وسددك.
إعجابإعجاب
ماذا عن أكثر من تخصصين ؟
إعجابإعجاب
إذا توافرت الشروط فلا مانع، على أنه يقل ذلك في الناس..
إعجابإعجاب
وما هي الشروط؟ بارك الله فيكم
إعجابإعجاب
الثلاثة المذكورة في التدوينة أعلاه
إعجابإعجاب