أسأل الله لي ولك الجنة..
هذه الصفحة من كتاب: حادي الأرواح لابن القيم رحمه الله، وفيها صفة أبواب الجنة.

لديك صلاحية في التحكم بأبواب الجنة دون أنْ تباشرها بيدك! ربما من الصعوبة تقبُّل هذي المعلومة لمنْ عاش قبلنا بعشرات السنين، فهم لم يعرفوا إلا تلك الأبواب الخشبية الثقيلة، فكيف بمن عاش في زمن قتادة والحسن؟ لا شك أنَّ ذلك أصعب على العقل.
أما اليوم فإنَّ تقبل مثل هذا من السهولة بمكان، لأننا نرى الأبواب تنفتح لنا بمجرد أنْ نقترب منها، حيث تلتقط الكاميرا أعلاها صورتنا وبشكل آلي تلقائي ينفتح الباب، وبدون أنْ نلمسها، فهي تعرف أننا نريد الدخول أو الخروج، كما هو الحال في الأبواب الزجاجية في الأماكن العامة.
والدرس الكبير في هذه الوقفة: لا تردَّ قول أحد من السلف لأنَّ عقلك لم يستوعبه أو لم يتقبله، فإنَّ عقولنا تقصُر عن كثير من الأخبار والأحداث المسموعة، لأننا لم نألفها أو لم نألف ما هو قريب منها ويشبهها، ثم إذا عايش الإنسان ما كان مستغرباً فيمن قبله ألفه وأصبح مقبولاً لديه وتعامل مع كل ما يروى حوله على أنه قطعي!
وهْم (العلمية الغربية) الذي يغشى بعض العقول يمنع من قبول أخبار وآثار هذا أحد أمثلتها، فهل سنبقى أسرى لهذا الوهم؟
ودرس آخر عظيم: قوة إيمان السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم، فإنهم صدَّقوا الأخبار المأثورة دون الرجوع إلى المحاكمة العقلية، ولم يشترطوا غير صحة النقل وثبوته، فإذا صح عندهم النص آمنوا به وصدقوه والتزموا ما يقتضيه، وهذا كثير جداً، وهذا من أكبر الأدلة على فضلهم على غيرهم. ولذلك فاتباع منهجهم في النصوص والأخبار فيه العصمة من الزيغ.