في دراسة أعدها عبد الرحمن النقيب ٢٠٠٥، ونقلها عنه د. وهبة الزحيلي في كتابه: العالم الإسلامي في مواجهة التحديات الغربية:
أنَّ خبراء سياسيين أمريكيين أُطلق عليهم (مجموعة ١٩) أعدوا تقريراً مهماً وخطيراً، ورفعوه إلى جهاز الأمن القومي الأمريكي باسم: “مفهوم الجوانب النفسية للإرهاب الإسلامي”.. ورُفعت التوصيات للرئيس جورج بوش، ووافق عليها!
الدراسة حذرت من تكوين صورة سلبية عن أمريكا وعلاقتها بإسرائيل، وأن ذلك يشكل البذرة الأولى للأفعال الإرهابية الإسلامية. وتقول الدراسة: بات ضروريا الآن إيجاد صيغة ملزمة للتعاون بين الدول العربية وأمريكا في تغيير مناهج التعليم والإعلام. وترى الدراسة تغيير المناهج التي تحض على كراهية اليهود والعالم الغربي، خاصة أنها تحتوي مفاهيم “الجهاد” المعمول به ضدهم.
ترى الدراسة أن القضاء على الآثار النفسية للإرهاب العربي لا بد أن يبدأ من المراحل الأولى من التعليم الأساسي. وبدون ذلك فإن الحملة الدولية ضد الإرهاب تعتبر مجرد مسكّن مؤقت إلى١٠سنوات قادمة فقط، ثم يظهر جيل أشد شراسة.
وتقول الدراسة: كل ١٥عاماً تظهر مجموعات جديدة من الإرهابيين تحمل خصائص أكثر عنفا ودموية من سابقتها! ومصر هي المورد الرئيسي للأفكار الإرهابية العملية وتشكيل الخلايا الإرهابية، ومنها تنتشر في البلدان العربية (التأثير الأكبر في العالم الإسلامي ينبع من مصر والسعودية)، والقرآن يأتي في مقدمة العوامل المؤثرة نفسيا في الإرهاب الإسلامي، وهناك صعوبات عملية في مطالبة الحكومات العربية بتغيير القرآن، ولكن هناك العديد من المرجعيات الدينية يمكنها أن تفسر القرآن بشكل يساعد على تنفيذ مطالب أمريكا.
وتقول الدراسة: نحن لن نستطيع تغيير القرآن ولكن علينا أن التدخل لإفراغه من مضمونه، وبالتالي جاءت توصياتهم كالآتي:
١- ضرورة إلزام المرجعيات الدينية بالتركيز على الفروع المتعلقة بالطقوس الدينية والعبادات، والعمل على أن يظل دور الدين محصورا في العلاقة بين العبد وربه دون أن يتطرق الأمر إلى أكثر من ذلك كالدور الحضاري أو السياسي أو النضالي.
٢- ضرورة أن يتم تغيير المناهج بالتدريج. ويشمل: الابتدائي والإعدادي والثانوي. بحيث يتم تغيير محتوى المادة الدينية لتصبح “الثقافة الدينية” والهدف هو إعطاء صورة إيجابية عن الفضائل الأساسية للديانات الثلاثة والتأكيد ع دور كل الأديان في بناء الحضارة الإنسانية. ويشمل التغيير موضوعات المطالعة والنصوص الأدبية التي تحض على كراهة الآخرين، وتصور العربي بصورة المناضل الشرس. وتغيير مناهج التاريخ بحيث يتم التركيز على تاريخ الثورات العلمية وتطور الإنسان. هذا كله يتم في المرحلة الإبتدائية! ويجب أن تمتد هذه المفاهيم إلى المدرسين والمشرفين، بحيث يجري اسقطابهم وحل مشاكلهم وإتاحة الفرصة أمام بعضهم لزيارة أمريكا حتى يمكن محو آثار العداء النفسي تجاه السياسة الأمريكية، بحيث يتأقلمون مع المفاهيم الجديدة حتى يتمكنوا من تربية التلاميذ تربية سليمة بعيدة عن لغة العداء والتاريخ.
أما بالنسبة لمرحلة الإعدادي، فترى الدراسة استمرار التغيير الذي بدأ في الإبتدائية. ولكن في هذه المرحلة سيتم التركيز على المحتوى العلمي واكتساب المعارف والمهارات العلمية الجديدة، وإلقاء الضوء على أبرز الإنجازات العالمية. وسيطلق على المناهج الدينية “حوار وتفاهم حضارات العالم” ويتم التركيز على تشارك الحضارات في بناء الإنسان، ويتم التركيز ع إلغاء ما يتعلق بمفهوم “سلم أولويات الحضارات” أي أن كل الحضارات متساوية في نفعها للبشرية، وأن معيار المفاضلة بين الحضارات هو مدى قِدمها وحداثتها، لأن القديمة هي التي شكلت البنيان الأول للحديثة. ويجب أن تكون اللغة الدينية مبنية على العقل والمنطق لا على التسليم للنصوص بدون تفكير، وأن هذا يعصم الصبية من الإرهاب (ترى الدراسة أن التسليم للنصوص هو القوة التي اكتسبتها الجماعات الإرهابية في السعودية ومصر والجزائر، كبديل عن العقل).
وفي المرحلة الثانوية.. ستدرس الموضوعات الدينية الخاصة بكل ديانة، ففي السنة الأولى سيتعلم الطالب المفاهيم الأساسية لدياناتهم، خاصة العبادات، وفي الصف الثاني يدرس الطلاب القصص التاريخية عن الأنبياء، وفي الصف الثالث تكون هناك نظرة فاحصة وإعادة تقييم عقلانية لبعض الأخطاء الدينية الشائعة حول عدوانية الإسلام والعلاقات مع الأمم الأخرى والتآخي بين أصحاب الحضارات. وتمتد هذه المفاهيم إلى كتب التاريخ وسائر المناهج.
وأكدت الدراسة على إلغاء المناهج الدينية في الجامعات، مع تشكيل مجموعات طلابية للتعارف والتعاون مع نظرائهم في أمريكا.
٣- ضرورة الاعتماد على فكرة التأويل واستحداث لغة دينية جديدة إيجابية في التعامل مع الغرب خاصة أمريكا.
٤- الأفكار الأمريكية المطروحة لا بد أن تتم في إطار العلاقات الاستراتيجية الأساسية بين أمريكا والدول العربية، وأن هذا المحتوى يتم التأكيد عليه في إطار مكافحة الإرهاب الدولي، ويمتد إلى عقد اتفاقيات ثنائية مع دول عربية أخرى إذا لم يكن هناك التزامات استراتيجية مشتركة. ولذلك يجب رفض أي احتجاج يدّعي ان ذلك تدخلا في السيادة الوطنية.
٥- ضرورة مقاومة ورفض قيام الدولة الدينية في الشرق الأوسط لأنها تمثل منبعاً للإرهاب، وعليه يجب إسقاط نظامي إيران والسودان. ويجب التدخل بشدة لإجبار السعودية على التخلي عن تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد.
رفعت هذه التوصيات للرئيس بوش، وصادَق عليها لكنه قرر تأجيل إلزام الدول العربية بالتنفيذ إلى الانتهاء من ضرب العراق، وسبب التأجيل هو أن تأخذ الدول العربية درساً في ضرب العراق، والقبض على حاكمها وسجنه ثم إعدامه.