في الساعات الأخيرة من شهر رمضان يتحدث الناس عن زكاة الفطر، وكيف يخرجونها، ولمن يقدمونها.
ويتوسع الحديث ليشمل النقاش عن حال الفقراء في المدن والأحياء والقرى والهجر، وعن الأسر المتعففة، وأسر فاضلة كريمة لكنها خضعت لسلطان الفقر في ظل التراجع الاقتصادي.
وهذا من رحمة الله بالناس، ومن حكمته في التشريع، فبينما الناس منشغلون بالصيام وتلاوة القرآن وقيام الليل والدعاء وذكر الله.. بينما هم كذلك؛ وبشكل حاد تحين ساعة زكاة الفطر.. ليلتفت المجتمع، كل المجتمع، إلى هذه الأسر، فينفقوا عليهم من مال الله تعالى الذي آتاهم.
إنها ساعة الاستيقاظ للقيام بالواجب الاجتماعي المستحق للإسلام الذي يربطنا ببعضنا، أغنياء وفقراء، موسرين ومعسرين.
وربما كانت اليقظة في أحسن حالها، فتنشأ إثر هذه النقاشات والأحاديث أعمال إحسان وبر داخل المدن والقرى والأحياء والهجر، لتسد حاجات هذه الأسر، وربما ازداد الشعور بالواجب فتنتدب مجاميع من الأخيار نفسها، داخل هذه الجغرافيات، فتنشئ قواعد عمل اجتماعية لمعالجة الفقر في تلك الجغرافيات، والتخفيف عن الأسر المعنية.
وهذا الفعل مما أثنى عليه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد قال: « إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قل طعام عيالهم بالمدينة، جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني وأنا منهم » أخرجه البخاري.
حقاً .. رمضان هو شهر التربية على مفهوم الإسلام في صورته الشمولية.