السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا معلم متوسطة وفي قرية قريبة من …… وأهلها أصلهم بادية ولكنهم متحضرين.
سؤالي :مواضيع كتب الدين لغتها عالية قليلاً على الطلاب، فما هو الخطاب المناسب للمتوسطة والمؤثر فيهم .. هل هي القصص أو سرد الدرس عليهم أو غيرها؟
اليوم مثلا في مادة الحديث جاء حديث (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل).. لو ألقي على جماعة مسجد كبار كان الأمر واضح ومفيد، لكني عجزت عن إيصال الفكرة للطلاب وبيان الحديث.
الموضوع فوق عقولهم قليلاً: قضية قصر الأمل والزهد ونحو ذالك، وأعاني في الإعداد للدروس، فهل تفيدني في طريقة تناسب هذه المرحلة؟
وجزاك الله خيراً.
الجواب: كتب الله أجركم وأجزل لكم المثوبة على قيامكم بواجب الدعوة إلى عبادة الله وتوحيده وتربية الطلاب على معنى الإسلام والإيمان، فهذا العمل من أجلِّ الواجبات اليوم.
أخي الكريم.. الطلاب في المرحلة المتوسطة في هذا الزمن -لا سيما وهذه ظروفهم كما ذكرت- فيهم الجهل الكثير، بل ربما أمكن القول بأنَّ من خصائصهم انتشار الجهل وضحالة العلم والمعرفة في أوساطهم. وهذا بلا شك طريق لضعف الإيمان والتفريط في عبادة الله.
والجهل الذي أشير إليه يتضمن أمرين معاً: ضعف التعلم، أيْ قلة المعلومات الشرعية وضعف النمو العقلي الناتج عن ضعف التعلم، فبالتالي يضعف لديهم تكوين تصورات معنوية أو تشكيل مفاهيم مجردة غير محسوسة مثل حقارة الدنيا والزهد، فكأنك تخاطب أطفالاً صغاراً.
وبناء على ضعف التعلم وضعف النمو العقلي، فالأفضل أنْ تتجه في تعليمك لهم إلى الأمور الأهم في الإسلام (أو المحكمات)، ومن ذلك:
١- تعليمهم أركان الإسلام وأركان الإيمان.
٢- التربية على تعظيم الصلاة وكيف يتطهر لها.
٣- الاهتمام بالمعاني المضمنة في كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
٤- تربيتهم على المروءات ومكارم الأخلاق والمراجل.
٥- تعليمهم تفاصيل اليوم الآخر ابتداء من البرزخ وانتهاء بالقرار في الجنة أو النار.
٦- تربيتهم على النفرة والحذر من الكبائر والموبقات.
٧- تعليمهم وتدريبهم على الاستخدام الأمثل للوسائل الرقمية (الإلكترونية).
هذه المحاور فيها غُنية لطلاب المتوسط عن الحديث عن الزهد في الدنيا وذمها ونحو ذلك مما لا يفهمونه ولا يمثل أصلاً من أصول الدين، والواجب على الداعية والمعلم أنْ يبدأ بالأصول والأمور المفهومة والواضحات من الدين.
ثم إنَّ عليك أنْ تخاطبهم بلغة التدريس الصفي المبني على التقريب وضرب الأمثال والتدريب العملي ومعايشة الطلاب والقرب منهم وتأليف قلوبهم والصبر على أخطائهم وقلة فهمهم ونحو ذلك من أعمال المربين لا بلغة المشيخة والدروس العلمية لأنها لا تناسبهم، وهذا جزء من معاني الربانية الواردة في قوله تعالى: (ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الناس وبما كنتم تدرسون).
الاثنين ٥ ربيع أول ١٤٤٣هـ